عودة القوات الأمريكية للسعودية
بعد ستة عشر عاما من مغادرتها، تعود القوات الأمريكية من جديد للتمركز على الأراضي السعودية، في ظل أجواء توتر متصاعد بين واشنطن وإيران في منطقة الخليج.
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قد نقلت عن مصدر بوزارة الدفاع قوله، إن العاهل السعودي "الملك سلمان بن عبدالعزيز، أصدر موافقة على استقبال المملكة لقوات أمريكية، لرفع مستوى العمل المشترك في الدفاع عن أمن المنطقة واستقرارها وضمان السلم فيها".
من جانبها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية، أن القائم بأعمال وزير الدفاع مارك إسبر، أذن بإرسال قوات أمريكية إلى السعودية وسط التوتر المتفاقم في منطقة الخليج، وقالت الوزارة في بيان لها، إن الخطوة تمثل "رادعا إضافيا" في مواجهة التهديدات "الواقعية" في المنطقة.
وبينما لم تحدد السعودية عدد القوات التي ستستضيفها، عندما أعلنت ليل الجمعة/ السبت عودة العسكريين الأمريكيين إليها، أفادت وسائل إعلام أمريكية، بأن 500 جندي أمريكي سيتمركزون في قاعدة الأمير سلطان جنوب الرياض.
ويعتبر محللون أن عودة القوات الأمريكية للسعودية مجددا، هي محاولة لإظهار أن العلاقة بين الرياض وواشنطن، ماتزال علاقة قوية واستراتيجية، وأن السعودية ترى في واشنطن، الضامن لأمن وحماية المنطقة، في وقت يتزايد فيه التهديد الإيراني بها، من جانبها ترى إيران دوما أن الولايات المتحدة كقوة أجنبية، لها مصالحها وأنها غير معنية بتوفير أمن حقيقي لمنطقة الخليج، وتتحدث دوما عن أن أمن المنطقة يجب أن ينبع من داخلها.
وخلال الفترة الأخيرة كتب كثير من المحللين، والعسكريين الأمريكيين السابقين، عن أن وجود الولايات المتحدة يمثل ضرورة قصوى لحماية الملاحة في الخليج، مشيرين إلى أن القوات السعودية تعاني من الترهل، وليس بإمكانها التصدي لهذه المهمة وحدها، مدللين على ذلك بفشل السعودية في تحقيق نصر واضح، في الحرب التي تشنها ضد الحوثيين في اليمن منذ أربع سنوات، رغم الدعم الذي قدمته لها واشنطن.
وخلال الفترة الأخيرة تصاعدت الهجمات على ناقلات نفط في الخليج، بينما احتجزت طهران مؤخرا، ناقلة نفط تحمل العلم البريطاني، في وقت تتهم فيه واشنطن طهران، بأنها المسؤولة عن محاولات إعاقة الملاحة البحرية في المنطقة، ومهاجمة ناقلات النفط وهو اتهام نفته طهران.
وبجانب القوات الأمريكية الأخيرة التي تمركزت في السعودية، ينتشر أكثر من 35 ألف عسكري أميركي، في كل من قطر والكويت والبحرين والإمارات، وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، بينما تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أميركية، هي قاعدة (العديد) التي يقيم فيها نحو 10 آلاف جندي.
على الجانب الآخر أثار القرار السعودي، بالسماح بنشر القوات الأمريكية على الأراضي السعودية مجددا، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة تويتر، حيث رأى مغردون أن نشر هذه القوات يعد ضروريا، بهدف مواجهة الأطماع الإيرانية في المنطقة، في حين شكك البعض في ضرورته، وما إذا كان القرار سعوديا مئة بالمئة.
يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد أرسلت قواتها إلى السعودية عام 1991، إبان اجتياح النظام العراقي للكويت، وقد ظلت هذه القوات هناك لمدة 12 عاماً، إلى أن انهار نظام صدام حسين بعد اجتياح القوات الأمريكية للعراق.