هدم إسرائيل منازل في ضواحي القدس الشرقية "جريمة تستحق تدخلا دوليا عاجلا"
أدانت صحف عربية، بنسختيها الورقية
والإلكترونية، تدمير قوات الأمن الإسرائيلية منازل في قرية فلسطينية تقع
قرب جدار الفصل الإسرائيلي.
وطوق عشرات الجنود وضباط الشرطة عدة مبان في بلدة صور باهر في ضواحي القدس الشرقية المحتلة، قبل دخول الجرافات إلى البلدة.ووصف العديد من الكتاب هدم المنازل بأنه "جريمة حرب"، بينما انتقد آخرون رد فعل السلطة الفلسطينية واصفين إياه ب"الأضحوكة".
تقول القدس العربي في افتتاحيتها إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلية ارتكبت جريمة حرب جديدة بحق المدنيين الفلسطينيين في القدس المحتلة، فباشرت هدم 100 شقة سكنية في بلدة صور باهر الواقعة ضمن حدود مدينة القدس المحتلة وفي المنطقة (أ) الخاضعة إدارياً لسيادة السلطة الوطنية".
وترى الصحيفة أن "أبرز دلالات هذه الجريمة أنها تضيف دليلاً جديداً يؤكد الطابع العنصري والاستيطاني والعسكري لدولة الاحتلال التي تتفاخر بأنها (واحة الديمقراطية) وسيادة القانون في الشرق الأوسط، مثلما تذكّر بأن التطهير السكاني والعمراني كان ويظل أحد أكبر أركان هذا الكيان. ذلك لأن المحكمة العليا الإسرائيلية رفضت مرتين التماس العوائل التي تسكن في هذه الشقق المئة، وتبنت من دون تردد ذريعة سلطات الاحتلال العسكرية بأنّ هذه البنايات تقع على أرض خاضعة لقرار عسكري سابق يحظر البناء لأسباب أمنية تتعلق بقربها من جدار الفصل العنصري".
أما الوطن القطرية فتقول في افتتاحيتها إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال متمادية في استفزازاتها وخرقها للقانون الدولي، وتثبت يوما بعد يوم أنها تضرب عرض الحائط بكل المواثيق الدولية وتمعن في الاستهتار بحقوق الشعب الفلسطيني. لكن المواقف الفلسطينية القوية مؤازرة بمواقف إقليمية ودولية واضحة تشكل جدارا صلبا لمنع إسرائيل من مواصلة نهجها القائم على منطق الاستبداد بالقوة والعمل على فرض أمر واقع في فلسطين ينافي مقررات الشرعية الدولية".
وتضيف الصحيفة أن "هذه الجريمة تستدعي تدخلا دوليا عاجلا لإلزام الكيان الإسرائيلي بوقف عمليات الهدم، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني".
يقول عبد الباري عطوان في رأي اليوم اللندنية: "بعد تدمير منازل صور باهر بالقدس.. وتفجير جماجم الأطفال.. يا أهل السلطة في رام الله كفوا عن تهديداتكم التي باتت أضحوكة.. إما أن تقولوا وتفعلوا أو تصمتوا.. أوصلتم هيبة الشعب إلى الحضيض.. وليتكم تتعلمون من (حزب الله) والحوثيين في اليمن.. والطالبان في أفغانستان والصواريخ العبثيّة في غزة المقاومة".
ويرى الكاتب أن "هيبة السلطة، والشعب الفلسطيني باتت في الحضيض بسبب هذه (المَهزلة) التي تهدد بهذه (السينات) الأربع أو الخمس، دون أن تُنفّذ واحدة أو نصف واحدة منها، بينما تتواصل أعمال القتل والتدمير والاستيطان الإسرائيلية ضِد أهلنا في الأرض المحتلّة وبشكل متصاعد، دون أن تحرك ساكنًا، وكأنها لم ترث مقاومة كانت الأعظم في تاريخ المنطقة".
ويضيف عطوان أن "من يريد أن يمثل الشعب الفلسطيني وينطق باسمه عليه أن يكون القدوة والمثل والنموذج، وأن يقول ويفعل، أو حتى يفعل دون أن يهدد، فهذا الحد الأدنى من واجباته تجاه شعبه، وأمته، وعقيدته، وقضيته، أو يحل السلطة ويرحل معترفًا بالفشل وعدم قدرته على تحمل المسؤولية".
على المنوال ذاته، يقول فايز أبو شمالة في فلسطين أون لاين إن "وزير الإعلام في السلطة الفلسطينية السيد نبيل أبو ردينة يهدد ويقول: خلال الأيام القادمة، ستتخذ القيادة قرارات مصيرية بشأن العلاقة مع (إسرائيل) والاتفاقات الموقعة معها... وأنا أشكك في ذلك، وشعبنا لا يثق بكل هذه البالونات الإعلامية الفارغة".
ويضيف أن "تصريحات نبيل أبو ردينة عن قرارات مصيرية وحاسمة ضد الاحتلال الإسرائيلي فات زمانها، هذه البالونات سمحت للسبت اليهودي أن يفوت في عمق الضفة الغربية حتى بلغ عدد المستوطنين 700 ألف، وصارت القدس معزولة، وصارت غزة تئن من الحصار والعقوبات، وصال وجال كوشنر وجرينبلات وديفيد فريدمان في ملفات القضية الفلسطينية وفق مخططاتهم، وهم واثقون أنهم يتحركون تحت مظلة التعاون الأمني المقدس".