أشعلت صورة الوفد الإماراتي الذي زار طهران مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي في عدد من الدول العربية وخصوصا الخليجية.
وأعادت الصورة الحديث عن "العلاقة المتوترة" بين الإمارات والسعودية بعد الخطوات الإماراتية التي حدثت خلال الأسابيع الماضية.
ومن أبرزها تخفيض الإمارات العربية المتحدة لعدد قواتها وإعادة نشرها في اليمن.
ومع
انتشار الصورة التي نشرتها وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، والتي تجمع
كلا من قائد قوات خفر السواحل الإماراتي، العميد محمد علي مصلح الاحبابي،
وقائد قوات حرس الحدود للجمهورية الإسلامية الإيرانية العميد قاسم رضائي.
أطلق
قطريون هاشتاغ #السعوديه_تكتشف_خيانه_الامارات الذي تصدر قائمة أكثر
الهاشتاغات انتشارا في قطر، وتم تداوله في عدد من الدول الخليجية كالسعودية
والبحرين والكويت والإمارات، ليحصد أكثر من 46 ألف تغريدة.
فاعتبر البعض أن العلاقات بين الطرفين الإماراتي والسعودي قد وصلت إلى
نهايتها بعد الأحداث الأخيرة والتي زعزعت الثقة بين الدولتين على حد قولهم.
فقال
علي الحمدي: "كالعادة الإمارات أذكى من السعودية بادرت بيد الاستسلام
لطهران وقريبا ستمدها لقطر وستبقى السعودية وحيده معزولة تختلق الهاشتاغات
اليومية مع فقرات ترفيهيه في جدة".
وقال جمال بن حجاز:
"الإمارات تتوجه إلى إيران ل "تعزيز العلاقات الدبلوماسية والحدودية" بين
البلدين. مراقبون أمريكيون اعتبروا أن الإمارات اختارت مجددا تغليب مصالحها
الاستراتيجية على السعودية وأمنها".
وتحت نفس الهاشتاغ دافع سعوديون وإماراتيون عن العلاقة التي تجمع البلدين، من خلال نشر صور تجمع قادة البلدين.
فقال الأمير السعودي سطام بن خالد آل سعود: "السعودية والإمارات مصير واحد قرار واحد عزكم عزنا وحنا وأنتم شعب واحد".
وقال
علي العويفي: "السعودية تكتشف خيانة الإمارات. هاشتاغ يكشف مدى الحقد على
البلدين من الأعداء ونقول لهم موتوا بغيظكم وأنتم تشاهدون هذه العلاقة
المتينة والقوية والتاريخية تجمع الأشقاء في السعودية والإمارات والتي
تعززها روابط الدم والمصير المشترك".
وكانت
وكالة الأنباء الإيرانية قد نقلت عن قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد
قاسم رضائي، خلال لقائه بقائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد محمد علي
مصلح الأحبابي، قوله: "إن الجيرة في الإسلام تعني التعاون والتراحم".
مضيفا:
"إنه سبق للجمهورية الإسلامية الإيرانية بأن أقامت علاقات تاريخية عريقة
وفي مختلف الأصعدة والمجالات مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وإن هذه
العلاقات اليوم متواصلة بين المستثمرين والصيادين ورجال الاعمال".
ومن
جهته قال قائد قوات خفر السواحل الإماراتي العميد علي محمد مصلح الأحبابي
:"نحن سعداء للغاية لوجودنا مع حرس الحدود في الجمهورية الإسلامية
الإيرانية".
وأضاف: "إن توقيع مذكرة تفاهم حدودية خطوة إيجابية لصالح
البلدين ولارتقاء الأمن الحدودي بين البلدين، ومراقبة الحدود، وتسهيل حركة
المرور وما إلى ذلك".
وتعليقا على ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل
الاجتماعي من توتر للعلاقات بين السعودية والإمارات العربية المتحدة، قال
وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الإمارات أنور قرقاش في تغريدة: "لا
أقلق على العلاقة الاستراتيجية التي تجمعنا بالسعودية الشقيقة وأعلم كم هي
تترسخ كل يوم على كافة المستويات، وما يحزنني ترسيخ قطر لعزلتها وتعميقها
لأزمتها عبر سياسات إعلامية طائشة يديرها المال والمرتزقة وينأي عنها
المواطن القطري ويعاني منها".
وأضاف:
"شق الصف السعودي الإماراتي من باب اليمن أو إيران أو غيرهما مستحيل
والإعلام القطري الأهوج لا يدرك أن تحالفنا تعزز عبر التضحيات وتعمق عبر
التنسيق والحوار والصدق وعبر دفاع السعوديين عن شراكتهم مع الإمارات، وفي
خضم ذلك آسف على من يدير سياسة قطر ويعمق محنتها".
وحول
الموضوع قال مراسل الشؤون الإيرانية في بي بي سي عربي، علي هاشم: "الزيارة
المعلنة للوفد العسكري الإماراتي أثارت الجدل لأنها كانت مسبوقة بمجموعة
من التقارير التي تحدثت عن زيارة وفود إماراتية لإيران خلال الأسابيع
الماضية. ووزير الخارجية الإيراني ألمح إلى تغيير في السياسة الإماراتية
وكذلك مستشار المرشد الأعلى الذي أكد خبر الزيارات".
وأضاف: "الإمارات لم تتحدث عن الزيارات السابقة لكنها نقلت خبر الزيارة الأخيرة ووضعتها في إطار التفاهمات حول الحدود البحرية".
وقال
هاشم: "من المبكر الحديث عن تحول في السياسة الإماراتية، لكن الواقعية
السياسة تفترض أن الإمارات وإيران تنظمان خلافاتهما في إطار التوتر الذي
يسيطر على المنطقة".
وختم مراسل الشؤون الإيرانية في بي بي سي عربي
بالقول "إن الإمارات غير معنية بأي اهتزاز أمني ولا تريد أن تضع أثقالا على
اقتصادها المتأثر بالتطورات، وإيران بدورها كانت لسنوات تعتبر الإمارات
رئتها التي تتنفس بها خلال العقوبات، والتبادل التجاري بين البلدين يفوق 11
مليار دولار، بينما الاستثمارات الإيرانية كان تقدر حتى عام 2014 بأكثر من
300 مليار دولار".