تقدم المحامي المصري سمير صبري ببلاغ للنائب العام، ضد علاء مبارك نجل
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، اتهمه فيه "بإثارة الرأي العام وبالتضامن
مع جماعة إرهابية بهدف هز الثقة بسمعة الدولة".
أثار البلاغ الذي تقدم به المحامي تساؤلات عديدة حول طبيعة العلاقة بين النظام الحالي وعائلة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.
فقد رأى مغردون في البلاغ الذي قدمه صبري خطوة تنذر بـ"أزمة محتملة" بين الحكومة المصرية وعائلة مبارك.
ويأتي البلاغ بالتزامن مع انتقادات لاذعة وجهتها وسائل إعلامية مصرية لعلاء مبارك.
ففي27 يوليو / تموز، نشر موقع اليوم السابع مقالا بعنوان "مذيعو الإخوان في تركيا يبايعون علاء مبارك".
كما نشر الموقع رسما ساخرا يظهر علاء مبارك وهو يمسك بهاتفه ليدون آراءه
عبر مواقع التواصل، فيما تصفق له جماعة الإخوان مرددة "برافو يا علاء".
ودأب علاء مبارك على التعليق على الأحداث الجارية في مصر والمشاركة في
المناسبات الاجتماعية والرياضية، وهو ما اعتبره مغردون سببا رئيسيا وراء
البلاغ ضده.
وذكر صبري في بلاغه أن علاء مبارك اعتاد التحريض في الفترة الأخيرة ضد الدولة، من خلال نشر تغريدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتابع
البلاغ: "كما أنه هاجم وزيرة الهجرة المصرية نبيلة مكرم، وكتب عنها تغريدة
استغلتها وسائل الإعلام المحسوبة على الإخوان في تشويه الدولة المصرية".
وكانت الوزيرة المصرية قد ظهرت في مقطع مصور خلال زيارة لها إلى كندا، وهي تحذر فيها كل من ينتقد بلادها بـ "التقطيع".
وكان
علاء مبارك قد غرد منتقدا تصريحات الوزيرة وطالب بمحاسبتها. ولاقت
التغريدة وقتها تفاعلا واسعا، إذ تداولها الآلاف عبر مواقع التواصل
الاجتماعي.
لكن نجل الرئيس السابق عاد وحذف تغريداته حول الوزيرة
وبرر ذلك قائلا: "أعبر عن رأيي الشخصي بكل احترام، يرد البعض عليّ بالإساءة
والتشهير، هؤلاء أتركهم لشأنهم".
وتابع: "آخرون يستغلون تغريداتي
للإساءة لبلدي، لهؤلاء أقول إن أي محاولة للزج باسمي في الإساءة لمصر، أمر
أرفضه. مصلحة بلدي ومؤسساتها تأتي أولا، هكذا نشأت وتربيت، أي مراهنة على
غير ذلك مصيرها الفشل".
اعتذار علاء لم يضع حدا لمناقشات المغردين الذين راحوا يبحثون في طبيعة العلاقة بين نجل الرئيس السابق والسيسي.
فمن
المغردين من رأى في ما يحدث "دليلا على تخوف الحكومة الحالية من تنامي
شعبية علاء مبارك"، خاصة أن المصريين أصبحوا يقارنون بين الأوضاع المعيشية
في عهدي السيسي ومبارك.
وفي السياق، كتب أحدهم: "تتفق أو تختلف مع
علاء مبارك في الآخر هو مواطن مصري له ما له وعليه ما عليه. سجن هو ووالده
وشقيقه والقضاء هو من حاسبهم وأفرج عنهم يكفي انه جوة بلده لم يهرب ولم
يحرض. له كامل الحق مثل أي مصري يعارض يطبل يعترض هو حر يكفي اخر موقف
للرئيس السابق مبارك".
من جهة أخرى، هاجم مغردون علاء مبارك وسياسات
والده السابقة واتهموه بـ "الصيد في الماء العكر لكسب ود الجمهور وبمحاولة
اكتساب شعبية على حساب السيسي تمهيدا للعب أدوار سياسية ".
وحمل بعضهم نظام مبارك مسؤولية تراجع الحريات والأوضاع الاقتصادية في البلاد.
فكتب فوزي عمر: "ألا يتذكرون ما اقترفوه في مصر من نهب المال العام وفساد
السلطة برجال الأعمال وتحالف مبارك مع الإخوان مصر فقدت ريادتها وضاعت
هيبتها في عهد مبارك".
وعلاء هو الابن الأكبر للرئيس المصري السابق، حسنى مبارك.
وصف علاء بأنه من شخصيات الظل، إذ ترك لشقيقه جمال المعترك السياسي وفضل متابعة استثماراته في عالم المال والأعمال.
وعقب
ثورة 25 يناير التي أطاحت بحكم مبارك، تم محاكمته مع والده وشقيقه جمال
إلى جانب الرئيس ووزير الداخلية السابق حبيب العادلي، بتهمة التخطيط
والتحريض على قتل المتظاهرين أثناء الثورة. وقد أفرج عنه عام 2015.
وحرص
علاء منذ تلك الفترة على التواجد بكثافة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وقد
أثار الجدل بتغريداته التي تطرقت إلى ملفات سياسية واجتماعية واقتصادية في
مصر والمنطقة.
وفي 9 يوليو/ تموز، ألقت قوات الأمن المصرية القبض
على المسؤول عن صفحة "أنا آسف يا ريس" على موقع فيسبوك، كريم حسين، الذي
يعتقد أنه أحد المسؤولين عن إدارة حسابات علاء مبارك عبر مواقع التواصل
الاجتماعي.
وانتقدت صفحة "أنا آسف يا ريس" رفع الدعم عن السلع الأساسية وتدهور الوضع الاقتصادي. كما نشرت فيديوهات قديمة لمبارك تشيد بسياساته.