ناقشت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، زيارة صهر الرئيس
الأمريكي وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر، للشرق الأوسط والتي تشمل القدس
والأردن ومصر والسعودية والإمارات.
ويبحث كوشنر خلال زيارته آخر التطورات في منطقة الشرق الأوسط خاصة عملية السلام وتفاصيل صفقة القرن المرجح إعلانها الشهر المقبل.
"خفي حنين"
ويرى
بشير المومني في الرأي الأردنية أن "زيارة كوشنر للمملكة ولقاءه جلالة
الملك وسماعه نفس الموقف الأردني المعلن للشعب الأردني وللأمتين العربية
والإسلامية أعادت الرجل بخفي حنين. وعلى ما يبدو أن الإدارة الأمريكية
أصبحت تصطدم بالواقع وفي كل يوم باتت تدرك بشكل أعمق أن القضية تتجاوز
مفهوم (البزنس) والصفقات، وأنها مسألة صراع وجودي قد يأكل الأخضر واليابس".
ويضيف
الكاتب أن "قضايا مثل حق العودة وتعويض اللاجئين وما يترتب عليها من هوية
وديموغرافية، وقضايا عقائدية مثل القدس، وقضايا سيادية مثل الحدود وإزالة
حالة الاحتلال وآثاره ليست عَقْد مقاولة وتنفيعات ومشاريع اقتصادية هنا أو
هناك".
وتقول القدس الفلسطينية في افتتاحيتها إن "ما يجب أن يقال هنا لكوشنر
وطاقمه وإدارته أولا أن حقوق الشعب الفلسطيني ثابتة وراسخة في ضمير المجتمع
الدولي وأحراره وقراراته ولا يستطيع كوشنر أو فريدمان أو أي طرف آخر شطب
هذه الحقوق. كما أن حقوق الشعب الفلسطيني ليست ملكا لفريدمان وكوشنر
وإدارتهما حتى يمكن التصرف بها وبكل وقاحة، وعليهم أن يتذكروا دوما أن
شعبنا الفلسطيني الصابر المناضل منذ عقود طويلة لانتزاع حريته وحقوقه
واستقلاله، سيظل متمسكا بهذه الحقوق ووفيا لتضحيات شهدائه وأسراه وجرحاه،
وأن إرادة هذا الشعب لا يمكن أن تخضع لهذا المنطق الاستعماري القديم الجديد
الذي يعبر عنه فريدمان وكوشنر وغرينبلات".
وتضيف الصحيفة أن "ما يجب أن يقال ثانيا لأي من الأطراف العربية
المستعدة للتعامل مع هذه المخططات التصفوية أن الأجدر بها أن تلتزم بقرارات
القمم العربية والإسلامية وأن تدرك أن أي قوة على وجه الأرض لا يمكن أن
تخمد تطلع شعبنا نحو الحرية والاستقلال".
"ابتلاع" القدس الشرقية
يقول عبدالوهاب بدرخان في الحياة اللندنية: "لم يقبل العرب والمسلمون،
ولم يقبل المجتمع الدولي، الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل
السفارة إليها، كما لم يقبلوا الاعتراف الأمريكي بمرتفعات الجولان السورية
كـ (أرض إسرائيلية). لكن هذا الرفض لم يمنع حكومة نتنياهو من العمل وكأن
إرادة ترامب ناجزة دولياً ولاغية لأي قانون دولي يناقضها، فبدأت العمل
للذهاب أبعد، وبالأخصّ لابتلاع القدس الشرقية حتى لا يعود أي مرجع عربي أو
أجنبي يطالب باعتبارها "عاصمةً" لـ (الدولة الفلسطينية) المنشودة".
ويضيف
الكاتب أن "إجراءات زمرة المتطرّفين في حكومات نتنياهو قوّضت الحل القائم
على أساس (الدولتين) المقبول دولياً. أما ترامب فيستعد لمنع تداوله
أمريكياً في إطار (صفقة القرن)، فهو ضدّ الدولتين والدولة الواحدة، أي أنه
ضدّ إقامة دولة فلسطينية وضدّ أن تكون لها عاصمة".
أما حازم خيرت
فيقول في الشروق المصرية إن "الغالبية من الوسط العربي داخل إسرائيل ترفض
رفضا تاما الصفقة، باستثناء البعض ممن اندمجوا داخل المجتمع الإسرائيلي
ويرون في تلك الصفقة فرصة مواتية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين
والإسرائيليين، انطلاقا من قاعدة أن الواقع يملي على الجميع التعاطي
إيجابيا مع هذه المبادرة الأمريكية، باعتبار أن واشنطن هي اللاعب الوحيد
الفاعل والقادر على تحريك عملية السلام، ويرون أن التفاعل مع المبادرة هو
على الأقل أفضل بكثير من الوضع الحالي وخاصة في ظل الظروف الاقتصادية
الصعبة التي يكابدها الفلسطينيون في مناحي الحياة اليومية".
ويقول عدنان قاقون في السياسة الكويتية إن "حجج المراهنين على تأجيل
المشروع إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية في شهر سبتمبر/أيلول المقبل
ضعفت، فالمشروع من وجهة نظر أصحاب الأرض ماض على قدم وساق، وجولة كوشنر
الحالية تستهدف وضع أسس تسويق الشق السياسي للصفقة التي شكلت انقلابا كاملا
على أعراف مسارات السلام العربية-الإسرائيلية".
ويضيف الكاتب أنه
"من المرجح أن نرى مزيدا من عمليات الهدم والتهجير، وتسابقا على زيادة
المستوطنات من دون أي رادع، فالوضع الداخلي الفلسطيني في حال لا يحسد
عليها، ومؤسسات لم الشمل العربي كالجامعة العربية في مستنقع الضياع، وأيضا…
وأيضا هل من مستبعد لقيام رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتناياهو
بزيارات إلى دول عربية بهدف تسجيل نقاط في مرمى مقاومي التطبيع؟"